ليلة القرآنشهدَ العدو بعزتي وتمنعي ** لا أرهبُ الدنيا وقرآني معي
هذي مشاعرُ كلّ قلبٍ مؤمنٍ ** وخواطرٌ تنداحُ بين الأضلعِ
تُحيي المواتَ من الشعورِ وتبعثُ ** الهممَ الرقودَ لدى النيام الهُجعِِ
وتضيءُ آفـاقَ الحياةِ لناشئ ** حـلو البراءة بعدُ لم يتصنّعِ
وجـدَ الحياةَ بهيجةً فأحبهـا ** بيضـاء حب العاشقِ المتولعِ
ورنـا إليها شاعرٌ فتحركتْ ** شفتاهُ تهمـسُ للنشيدِ بمطلعِ
سبحاتُ فكرٍ في الحياةِ وكنهها ** ذكرى وتبصرة تكونُ لمَن تعي
في كل أمـرٍ من أمورِ حياتنا ** سـرٌ يلوح وآيـة للمبدعِ
والناس ويح الناس لم يتفهموا ** صوراً تمر أمامهم بتسرّعِ
يا من تريدُ الخيرَ دونكَ نبعهُ ** قـمْ روّ قلبكَ من نمير المنبعِ
واغسلْ بهِ درنَ الحياةِ وخبثها ** واسلكْ سبيلَ المبصرِ المتتبعِ
إن الرجوعَ إلى الصوابِ فضيلةٌ ** والطيشُ كل الطيشِ إن لم ترجعِ
تجـدْ الحياةَ تفاوتاً وتجانساً ** كاللسعِ والعسـلِ الشهي الممتعِ
يـا ليلة القرآنِ ردّينا إلى ** هدي الرسول ووحدينا واجمعي
وخذي بأيدي الصاعدينَ بهمةٍ ** قعساءَ لم تجبنْ ولم تتزعزعِ
هُزي الشبابَ وجددي إيمانهُ ** بالنصرِ رغمَ الباطلِ المتجمعِ
إسلامنا كالطودِ يضربُ في السما ** صُعداً فما جدوى نقيق الضفدعِ
كالبحـرِ ليسَ له حدودٌ تنتهي ** انعافهُ ، ونعـودُ للمستنقعِ ؟؟!
مـا كانَ في الإسلامِ من رجعية ** ليقـومَ ينعتهُ بها غرّ دَعي
ما أنـزِلَ القرآنُ كي يُتلى على ** قبرٍ تمددَ فيهِ ميْتٌ لا يعي
ما أنـزِلَ القرآنُ كيما تقتنى ** منهُ التمائم في صدورِ الرضعِ
ما أنـزِلَ القرآنُ إلا منهجـاً ** للنـاسِ يهدفُ للنعيمِ الممرعِ
تُستنبـطُ الأحكامُ من آياتهِ ** ويكونُ للتشريعِ أفضل مَرجعِ
عَزّ الجدودُ بهِ فكانتْ نهضةً ** جبارةً قامتْ على أسمى وعي
عرفوا الحقوقَ فلم يريدوا فوقها ** وتمسكوا بالحقِ دونَ توسعِ
ورأوا عليهم واجباتٍ فاغتدوا ** صبراً عليها بالعزيمةِ والسعي
إنّ الحياةَ تجاربٌ تسمو بها ** روحُ الحليمِ إلى المحلِ الأرفعِ
راجعْ رصيدكَ من تقاكَ ولا تكنْ ** في هذه الدنيا كمثلِ الرتعِ
تحيـا بلا هدفٍ فتلكَ خسارةٌ ** معها الندامة في غدٍ لم تنفعِ
إنّ التقدمَ لا يكونُ بفكـرةٍ ** جعلتْ من الإنسـانِ آلةَ مصنعِ
هي ليلةُ القرآنِ شـعّ سناؤها ** لينيرَ دربَ الحـقِ للمتتبعِ
صفّوا القلوبَ وأخلصوا نياتكم ** للخــالقِ المتكبرِ المتطلعِ
للشاعر : وليد الأعظمي