وادي الدخـــــان

رسالة من وادى الدخان إلى روح سكنها الخلود....


إن سألت عنى فأخبروها اننى ذهبت إلى وادى الدخان ذلك الوادي الذي قررت أن أعيش فيه

بلا أهل ولا أصدقاء ولا أحباب سألملم نفسي في كوخ صغير هناك طالما سألتني عن نفسي

أتعلمين يا حبيبتي قد وجدتها هناك سبقتني إلى هذا الوادي الذي اختراته نفسي لها رغما عنى

وعندما أدركت كم أنا وحيد بدون نفسي وبدونك فقررت أن اذهب إليها واترك هذا العالم

الذي يكرهها ويكره مثاليتها وأفكارها وأخلاقها وحتى عفتها كره كل شيء فىّ حتى البراءة

ذلك العالم الذي لم أستطيع أن اكرهه لأنك عشت فيه يوما وكل مكان فيه يحضن ذكراكِ

فأنت الوحيدة التي أحبت نفسي رغم كره العالم لها لم تعد نفسي تجد لها مكان في هذا العالم

لم اعتقد يوما بأن تضيق عليها الأرض هكذا بما رحبت عانت طويلا واستنصرت بي كثيرا

حتى أنا كنت أتجاهل صراخها وألمها كنت اهرب من نفسي حتى لا يعذبني صوت أنينها

كنت ارتدى ملابس ثقيلة جدا في طقس طاغي الحرارة حتى لا أرى نزيف جرحها الدامي

تَعَذَبت طويلا من الآخرين أما أنا فقد قضيت عليها وقمعت ألمها ورفضها للحياة تجاهلتها

حتى كادت أن تموت فخشيت أن يقتلني ألمها لم استطع أن أقف لأرى دموعها الحارة امامى

فذهبت معها إلى مكان بعيد ربما وجدت حلا لها ووضعت حدا لأحزانها .

أتذكرين عزيزتي ذلك اليوم الذي القتينا فيه كنت منهارا ومحطما ورغم هذا وقفت

لاستمتع بلحظات انهياري بين الناس حتى ظهرتِ أنتِ وانتشلتني من ضياعي

وصالحتني على دنياى ونفسي ولكن بعد رحيلك لم اعد أستطيع الاستمرار

فقد كرهتني نفسي وكرهتها ولم اعد أستطيع مصالحتها وهى لم تعد قادرة على مسامحتي

ربما تفعل إن احترمت أنا رغبتها في البقاء وحيدة وذهبت لأعيش معها في هذا الوادي البعيد

فسوف اترك عالمي من أجلك أيتها النفس .





أما أنت يا من عشقتك بكل دقة في كياني أخبركِ بأنني أحببتك بكل صدق

فلن أوفيك قدر حبك لي ولنفسي كل الحياة......... لن أستطيع أن اصل للعالم الذي اختراكِ

القدر أن تسكني فيه فهو عالم للموتى فقط ولكني اعتقد اننى ربما اصادفكِ هناك في وادى الدخان

لأنك اخبرتنى في أول لقاء لنا اننى أن أحببتك فأكون قد أحببت خيوط دخان كلما ابتعدت عنها

ستظل باقية أمام عيني ولكن إن حاولت الاقتراب منها والإمساك بها فسوف تختفي من عالمي إلى الأبد

وسأدرك أن حبي كان وهما منذ البداية لن أنساكِ يا حياتي أبدا وان كان كل ذنبي اننى

أحببت خيوط دخان فسوف أعيش ما تبقى من عمري أسيرا من أسرى وادى الدخان

ربما رأفتِ بحالي وعدتِ إلى وتركتني اسكن إليكِ كما سكنت أنتِ بي

وان كانت عودتك مستحيلة فاللقاء بيننا لن يكون مستحيلا

لاننى سوف أتى إلى العالم الذي تقطنين فيه يوما ما لنعيش سويا إلى الأبد في جنة الخلود

فكفاني انك كنت ومازالت على وعدك معى حتى بعد الموت فأنا لازلت ولاازال على وعدى معكِ

في حياتي التي هي اقرب للموت سلامي إليك وجمع الله بيننا على خير